مرآة الصحة والتفكير الإيجابي بقلم د. السعدي نصر

مرآة الصحة والتفكير الايجابي
قال الرسول صلي الله عليه وسلم:
“000ألا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله , واذا فسدت فسد الجسد كله 000الا وهي القلب”.
كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم :
” من ساء خلقه عذب نفسه, ومن كثر همه سقم بدنه “.
واذا قلنا ان النفس =الفكر والقلب
وان كانت النفس ليست الا كل ما يصدر من افكار من الدماغ وأحاسيس من القلب وبالتالي تصرف وسلوك.
وكذلك الجسد =الفكر والقلب =النفس
فنقول ان صحة الجسد تعتمد علي كل ما يصدر من افكار من الدماغ وأحاسيس من القلب . فان كانت تلك الافكار سلبية وكانت الأحاسيس مفعمة بالاكتئاب والتعاسة , يؤثر ذلك علي صحة الجسد فيصبح عليلا . وعصرنا هذا خير دليل لما استنتجه العلماء في قولهم ان معظم الامراض العضوية أساسها نفسي ومن مسبباتها كل ما يختلج النفس من توتر وانفعال .
ان ايماننا واعتقادنا بشئ ما له قوة هائلة علي سلوكنا وذلك من خلال حديثنا مع أنفسنا Self Talk بتفكيرنا تفكيرا ايجابيا . كما ان ايمان الغير بنا المتمثلة في مديحهم وتشجيعهم لنا يكون مبعث ثقة بأنفسنا ومصدر كل خطوة نجاح تخطوها فموقعنا وسلوكنا BEHAVIER & ATTITUDE هو نتيجة ايماننا واعتقادتنا وهذا الايمان بالنفس هو مثل ايمان المريض بحبة الدواء المعروفة بالبلاسيبو placebo Effect .
هذا الدواء الخالي من الفاعلية والذي غالبا ما يصفه الطبيب للمريض لكي يوهمه بان هذا الدواء سيشفيه . فالمريض اذا آمن بان شفائه من مرض ما يعتمد علي هذا الدواء , كان بسبب اعتقاده هذا لا يشعر بعوارض المرض بعد تناول الدواء ويشفي بعد تناوله.
فحسب تجارب معظم الاطباء كثيرا ما يكون المرض وهما وليس حقيقة. ولكن الاهم من هذا الدواء الوهمي هو نسيان المريض لوجود المرض, وكما قيل “اذا نسيت المرض نساك” فالوهم يضعف جهاز المناعة عند المرء والذي اذا ضعف لا يستطيع الانسان مقاومة أي مرض بسهولة.
ان صحة اطفالنا الجسدية تعتمد علي صحتهم النفسية والتي هي نتيجة وجود تفكير وأحاسيس ايجابية لديهم. فنحن الامهات امام مسؤلية كبيرة , فيجب الا يكون في معظم الاحيان وجود أطفال لنا هو غاية لتحقيق غريزة الامومة فقط وتكون وجود ضحايا من الاطفال المعذبة فالتربية السليمة ليست الامتناع عن الايذاء الجسدي Physical Abuse أو الايذاء بالكلام Verbal Abuse بينما هي ادراك الام مدي تحكمها في السيطرة علي دماغ طفلها والعمل علي تعزيز الافكار الايجابية في عقله زيادة ثقته بنفسه
ولقد صدق أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:
ليس اليتيم من انتهي أبواه من هم في الحياة وخلفاه ذليلا
فأصاب بالدنيا الحكيمة منهما وبحسن تربة الزمان بديلا
ان اليتيم هو الذي تلقي له أما تخلت أو أبا مشغولا
اترك رداً